فيسبوك فضاء للتكفير في موريتانيا
تبلغ نسبة مستخدمي الإنترنت في موريتانيا 12% ويستحوذ موقع فيسبوك على النصيب الأكبر من اهتمام المستخدمين، حيث يبلغ عدد الموريتانيين المتواجدين عليه 250 ألف، وهو ما جعله أهم مكان لنقاشات الموريتانيين وتفاعلاتهم مع الأحداث السياسية والاجتماعية في الدولة.
لكن موقع فيسبوك أصبح أيضا مكانا خصبا للصراعات الإيديولوجية، بل أصبح أهم حاضنة للخطاب المتطرف والتكفيري، فتظهر كل حين موجات من التكفير بحق نشطاء ومستخدمين لهذا الموقع، كان اَخر قيام يحيظه ولد داهي وأحد المنتمين للتيار السلفي ويقدم نفسه كزعيم لجماعة تدعى أحباب الرسول، بتكفير مجموعة من النشطاء الحقوقيين والكتاب والصحفيين والفنانين ومستخدمي الموقع واتهامهم بأنهم ينشرون الكفر والعهر وأنه وجماعته سيضعون حدا لهم وهدد بعضهم بالقتل، هذه الفعلة، جعلت بعض المتضررين يذهبون إلى القضاء الموريتاني ورفع قضايا بحق يحظيه ولد داهي، وتظاهر بعضهم أمام قصر العدل، ليأتي يحظيه وينكر ملكيته للحساب.
هذه القضية ليست الأولى، ففي العام الماضي قام نفس الشخص بالتحريض على قتل أهم ناشطة حقوقية موريتانية وهي اَمنة منت المختار، حيث كتب منشورا على صفحته على فيس بوك هدد فيه بقتلها وفقئ عينها، حيث قال فيه:" هذه الملعونة الخبيثة تدافع بالأمس في موقع الصحراء عن المسئ المرتد ولد امخيطير وتقول بأنه سجين رأي وفي السابق طالبت بإطلاق صراحه وإرجاع زوجته له وتصف جماعة احباب الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم بوكو حرام، وأنهم تكفيريون لأنهم طالبو بإنصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وصيانة عرضه فعليها لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. فإننى الآن أعلن على بركة الله ردتها عن الإسلام لتهوينها من عرض النبيى عليه الصلاة والسلام وعليه فإنها كافرة حلال الدم والمال فمن قتلها أو فقأ عينيها الإثنين فإنه يكون مأجورا إن شاء الله تعالى".
وكان رد الناشطة هو الذهاب للقضاء والشكاية من يحظيه ولد داهي ولكن لحد الساعة لم يحدث أي تطور في القضية ولم يتم توقيفه ولم يعاقب ومازال يكرر نفس التهديد حتى في وسائل الاعلام المرئية، وهو ما يفرض أن نتساءل حول من يقف وراء الرجل؟. يحظيه ليس التكفيري الوحيد بل ليس الأهم لأنه لا يحمل مقاما علميا في المجتمع وتكفيره المتكرر للنشطاء أصبح مصدرًا للتندر.
وقد أكد قناعة لدى الكثيرين وهي أنه مجرد محاولة منه لركوب موجة التكفير لخلق مكان له في المجتمع المحافظ، وتقديم نفسه كزعيم سلفي، وأنه بالأساس مجرد أحد أعوان الأمن يستخدمه حين يرى الحاجة في صرف أذهان المواطنين عن همومهم الحقيقية، وهذا هو الخطير في الأمر أن تكون الحكومة وجهازها الأمني هم من يقفون وراء تكفير النشطاء بغية صرف أنظار الناس أو بهدف تشويه من يعارض النظام، كما أسلفت يحظيه ليس التكفيري الوحيد، ففي العام الماضي شهد موقع فيسبوك موجة تكفير كبيرة جعلت بعض النشطاء والمستخدمين يعطلون حساباتهم ويخرجون من الموقع ويتوقفون عن الكتابة والتعبير عن اَرائهم.
حيث قامت مجموعة محسوبة على زعيم طريقة صوفية يدعى الشيخ الرضى بتتبع ما يكتب على موقع فيسبوك وطباعته والتشهير بأصحابه وحتى الذهاب إلى عائلاتهم وإطلاعهم عليه ومطالبتهم بأن يوقفوا أبنائهم عند حدهم لأنهم" كفار"، وقد قامت أيضا مجموعة من العلماء باصدار وثيقة حول الردة والخروج عن الدين الإسلامي تبين حسب اعتقادهم الخطوط الحمراء التي لا يجب على المسلم بلوغها وتخطيها، واستشهدوا فيها بمقاطع من إدراجات لأحد الناشطين على فيسبوك.
هذه الحالة جعلت بعض المنظمات الحقوقية والنشطاء المدنيين يدقون ناقوس الخطر ويتساءلون من التالي؟ فالكل مهدد بالتكفير الاَن في موريتانيا ويطالبون السلطات بوضع حد للخطر التكفيري المستفحل، ففضاء الانترنت يكتظ هذه الأيام بالأسماء والشخصيات التكفيرية التي تترصد كل ما يكتب ولا هم لها سوى تكفير أصحابه والتحريض عليهم.
0 تعليقات على " فيسبوك فضاء للتكفير في موريتانيا "